سرق كأس العالم من أحد المعارض في لندن عام 1966 قبل إنطلاق كأس العالم ،وعثر عليه كلب يدعى “بيكلز” تحول إلى بطل في إنجلترا.
كانت إستضافة كأس العالم 1966 حدثاً هاماً لإنجلترا، فعلى الرغم من كونها مسقط رأس “اللعبة الجميلة” ، إلا أنها تراجعت عن نظيراتها في أمريكا الجنوبية وجيرانها الأوروبيين.
أراد الإنجليز إجراء حملة دعائية لبلادهم المستضيفة للعرس العالمي ووصل كأس العالم إلى إنجلترا في يناير 1966 قبل نهائيات كأس العالم التي ستقام في جميع أنحاء البلاد في يوليو ،وأحتفظ به في مقر اتحاد كرة القدم في لانكاستر غيت.
وفي فبراير طلب من الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم عرض الكأس في معرض ستانلي جيبونز ستاكبيكس للطوابع البريدية ، ووافق رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم آنذاك الإنجليزي ستانلي روس على الطلب وذلك بشرط أن يتم نقله من قبل شركة أمن معروفة ، وتتم حراسته 24 ساعة.
تم التأمين على الكأس أيضاً بمبلغ 30000 جنيه إسترليني على الرغم من أن قيمته الرسمية تبلغ 3000 جنيه إسترليني فقط.
أقيم المعرض في قاعة وستمنستر المركزية وأفتتح في 19 مارس 1966 ، كان كأس العالم نقطة جذب رئيسية للجماهير، وقام ضابطان يرتديان الزي الرسمي بحراسة الكأس على مدار الساعة ، وعززهما ضابطان يرتديان ملابس مدنية أثناء النهار.
وقف الحراس بجانب خزانة العرض عندما كان المعرض مفتوحاً ، لكن الحراسة لم تكن مشددة طول الوقت وفي أيام الأحد أستخدم بهو القاعة لإقامة الصلوات.
حادثة الشرقة
في يوم الأحد 20 آذار 1966 وبغفلة من الحراس سرق الكأس من مكانه ، لم ير أي من الحراس أو يسمع أي شيء مريب ، رغم أن أحدهم أفاد بأنه رأى رجلاً غريباً يقف خارجاً بجانب الهاتف العمومي لكنه لم يشك أنه سيسرق الكأس..
أثاراختفاء الكأس قلق الحكومة البريطانية فحاولت التعتيم على الموضوع خوفاً من الإحراج واستبلدت الكأس بآخرى مزيفة ، لكن الخبر وصل إلى الصحافة ، وبدأ المواطنون بالبحث عن الكأس بكل الوسائل حتى أن بعضهم لجأ إلى السحر والعرافين لإيجاده.
تولت شرطة سكوتلاند يارد التحقيق في القضية ، وإستجوب الضباط الحراس واثنان من عمال الصيانة للحصول على معلومات لكن لم تصل إلى نتيجة.
رسالة السارق
في يوم الإثنين 21 مارس تلقى جو ميرز رئيس اتحاد كرة القدم الإنجليزي مكالمة هاتفية من رجل مجهول الهوية قال فيها أنه سيرسل طرداً إلى نادي تشيلسي لكرة القدم ، لكنه أرسل الطرد إلى منزل ميرز ، احتوى الطرد على رسالة طالب فيها السارق بدفع مبلغ مالي مقابل الكأس ، طلب السارق الذي عرف عن نفسه لاحقاَ بإسم جاكسون الاتحاد بنشر إعلان في جريدة أخبار المساء وهدد أنه لو علمت الشرطة بالرسالة فإنه سيذيب الكأس ولن يعثر عليه أبداً.
على الرغم من التحذيرات اتصل ميرز بالشرطة والتقى بالمفتش تشارلز بوجي من شرطة سكوتلاند يارد الذي أخبره أن ينشر الإعلان بتاريخ 24 آذار.
تواصلت الشرطة مع أحد البنوك المحلية وتم إعداد فدية زائفة لخداع اللص ، تواجد ضابطا شرطة في منزل ميرز استعداداً لأي تطورات.
نجحت الشرطة بإلقاء القبض على “جاكسون” الذي تبين أن إسمه الحقيقي كان إدوارد بيتشلي تاجر سيارات مستعملة وصاحب سوابق دخل السجن مرات عديدة بتهم السرقة والإتجار ببضائع مسروقة.
نفى بيتشلي تهمة سرقة الكأس ، وادعى أنه تصرف كوسيط زعم أنه سيعيد الكأس لو أخلي سبيله مقابل كفالة مالية لكن طلبه قوبل بالرفض، أتهم رسمياً بالسرقة والاقتحام.
تعرفت إحدى السيدات على بيتشلي وقالت أنها رأته في معرض ستانلي جيبونز يوم السرقة.
العثور على الكأس
في 27 آذار كان دايفيد كوربيت وكلبه بيكلز يسيران في منطقة بولا هيل في جنوب شرق لندن بحثاً عن هاتف للاتصال بأخيه لمعرفة ما إذا رزق بمولوده الجديد.
اتجه بيكلز إلى رزمة ملفوفة بورق جرائد ، تخوف كوربت من أن تكون الرزمة قنبلة وضعها الجيش الجمهوري الإيرلندي ، لكنه فتحها ليتفاجىء بأنه عثر على كأس العالم بعدما رأى أسماء المنتخبات الفائزة به منقوشة عليه فقرر تسليمه للشرطة.
أخذت الشرطة كوربت والكأس إلى مركز شرطة كانون رو حيث تم التعرف على الكأس، اشتبهت الشرطة لفترة وجيزة بأن كوربت كان متورطاً في السرقة ولكن أخلي سبيله بعدما قدم حجة غياب.
أعلنت الشرطة أنها استعادت الكأس في صباح اليوم التالي لكنها احتفظت بالكأس كدليل حتى 18 أبريل ،وسلم لاحقاً للاتحاد الإنجليزي لكرة القدم.
تحول بيكلز وصاحبه ديفيد كوربيت إلى أبطال في إنجلترا ، دعيا إلى حفل عشاء مع لاعبي المنتخب الإنجليزي الفائز بكأس العالم .
كوفئ كوربيت بمبلغ مالي ،وحصل كلبه على وجبات طعام مجانية لمدة سنة و تحول إلى نجم سينمائي حيث مثل في فلم “الجاسوس ذو الأنف البارد”
بعد نفوق بيكلز علقت ياقته في متحف كرة القدم بمدينة مانشستر تكريماً له